كان حفظ كتاب الله تعالى وترتيله وتجويده هو الهدف الأساسي الذي من أجله أنشأت دور القرآن الكريم، ويأتي هذا الاهتمام لما تميزت به دولة الكويت من القديم بحفظ القرآن الكريم عن طريق (الكتاتيب) في بيوت الله تعالى وبهذه السنة الحميدة التي أرسى قواعدها الآباء والأجداد، تابعت إدارة الدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية مسيرتها المباركة في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، ونشر علومه بين المسلمين على اختلاف جنسياتهم، ومستوياتهم العلمية، مواكبة للنهضة العلمية والمدنية الحديثة في هذا العصر التكنولوجي.
ولذلك أنشأت الوزارة أول دار للقرآن الكريم للرجال عام (1971) في المركز الرئيسي في محافظة العاصمة (دروازة عبد الرزاق) وانتسب لهذا المركز عدد لا بأس به من الرجال لحفظ القرآن الكريم، ثم تواصلت جهود العاملين المخلصين في الإدارة من أجل نشر هذا الخير ليكون شاملاً لجميع فئات المجتمع المختلفة، فأنشأت داراً للقرآن خاصة بالنساء في عام 1977م في مدرسة أم عطية الأنصارية بضاحية عبد الله السالم ، وبحمد الله تعالى ومنته تخرجت أول دفعة من الرجال سنة 1977م، ليكونوا خير رسل لتعليم القرآن الكريم في دوائرهم الاجتماعية المختلفة، ثم تخرجت أول دفعة للنساء سنة 1983م.
وإدارة الدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لتفخر بهذا الإنجاز السامي الذي يرعى خدمة كتاب الله إذ تخرج من هذه الدار الآلاف ممن تعلم قراءة القرآن الكريم وتلاوته وحفظه وتجويده وسائر علومه بين الأوساط المختلفة.
واليوم بحمد الله تعالى وبعد مرور أربعين عاماً على إنشاء أول دار للقرآن الكريم ازداد عدد المراكز لدور القرآن الكريم للرجال والنساء، وانتشرت في أنحاء الكويت وبلغ عددهاأكثر من (90) مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه تخدم أكثر من 20 ألف دارس ودارسة، يدرس فيها بفضل الله تعالى ما يقارب من عشرين ألف دارس ودارسة من مختلف الجنسيات والمستويات العلمية، وأصبح اليوم منهم من يتولى المناصب الإدارية والقيادية، ونظراً للإقبال المتزايد على هذه الدراسات الإسلامية، وتوسع الوزارة في إنشاء المزيد من المراكز المتعددة للرجال والنساء في المحافظات الستة، كان لابد من مواكبة هذا التوسع والعمل على تحديث النظام وتطويره بما يلائم عصر الثقافة الحديثة والعولمة الجديدة، أنشأت الوزارة معهد الدراسات الإسلامية في عام 1978م تلبية لحاجة المجتمع من المخرجات الشرعية للتدريس الشرعي وتحفيظ القرآن الكريم في بيوت الله تعالى، ثم تم افتتاح أول معهد للنساء عام 1984م.
كما أنشأت الوزارة عدداً من المراكز في المؤسسات الإصلاحية ودور الرعاية الإجتماعية مساهمة منها في تعليم القرآن الكريم لجميع شرائح المجتمع المختلفة.
وأفسحت الوزارة المجال أيضاً للجاليات الإسلامية بدولة الكويت، وأنشأت مراكز للناطقين باللغة الأوردية والفلبينية في منطقة الفروانية الفحيحيل، و الإدارة اليوم بصدد دراسة افتتاح مراكز جديدة نظراً للإقبال الجماهيري على الدراسات الشرعية، كما أنها افتتحت دار للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية " المركز الثقافي الإسلامي " في مبارك الكبير والعدان نسأل الله العلي القدير أن ييسر ذلك إن شاء الله تعالى، لما فيه خير ونفع للمسلمين والجاليات الإسلامية التي تقيم في دولة الكويت.
وكل هذا إيماناً منها بالدور المناط بها في رعاية كتاب الله تعالى والعمل على تعليمه، فخيركم من تعلم القرآن وعلمه.